ظاهرة الحَوَل السياسى
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

ظاهرة الحَوَل السياسى

ظاهرة الحَوَل السياسى

 العرب اليوم -

ظاهرة الحَوَل السياسى

بقلم ـ مصطفي الفقي

مثلما يُصاب المرء فى حياته بنوع من الحَوَل فى الرؤية، فيرى كل شخص فى غير موضعه، حتى ظهرت النكتة الشائعة من أن ريفياً أحْوَل تُوفى والده، فقام بدفن عمه!، كذلك فإن فى الحياة السياسية ما يشبه ذلك، وأنا أتذكر فى تاريخ الدبلوماسية المصرية أن لدينا بديلاً لهذه الظاهرة، فما أكثر ما راهنت «مصر» على أحد تنظيمات حركات التحرر الوطنى، فإذا الذى يصل إلى السلطة هو تنظيم آخر، ولدىَّ الآن ثلاثة أمثلة لا أنساها:

أولاً: لقد راهنَّا فى العصر الناصرى على الحركة القومية لتحرير «عدن» (جنوب اليمن) أثناء النضال ضد الاحتلال البريطانى لها، وكان قائد الجبهة القومية هو المناضل «عبدالقوى مكاوى»، بينما كانت هناك الجبهة الشعبية، بقيادة «قحطان الشعبى»، وعند نَيْل الاستقلال والوصول إلى السلطة كانت الحركة الشعبية التى لم نراهن عليها هى التى فازت برئاسة دولة جنوب اليمن غداة استقلالها، ولقد انعكس ذلك الخطأ على علاقتنا بجمهورية اليمن الجنوبى لفترة غير قصيرة بعد استقلالها.

ثانياً: فى حركة تحرير «روديسيا الجنوبية» (زيمبابوى) راهنَّا على مناضل من أجل التحرير، هو الزعيم «نكومو»، ولكن عند الحصول على الاستقلال قفز «موجابى» إلى السلطة، التى أمضى فيها سبعة وثلاثين عاماً، وهكذا تكرر الخطأ مرة ثانية، وظلت الجفوة فترة فى البداية بين «موجابى» و«القاهرة»، بينما اختفى «نكومو» فى صفحات النسيان.

ثالثاً: فى حركة تحرير «إريتريا» ومحاولتها الانفصال عن «إثيوبيا» وقفت القاهرة والدبلوماسية المصرية كلها داعمة لجماعة «عثمان صالح سبى»، فإذا «أسياس أفورقى» هو الذى يتقدم إلى موقع السلطة غداة استقلال البلاد، وتحتاج «مصر» مجهوداً كبيراً لجذبه نحوها، وقد نجحت فى ذلك.

هذه نماذج من الحَوَل السياسى، الذى يحجب الرؤية الصحيحة ويؤدى أحياناً إلى الطريق المخالف، لذلك فإن من الأحوط سياسياً توزيع الأدوار على كافة الشخصيات المنخرطة فى سياسة محددة لا تتجاهل أحداً ولا تستخف بآخر، فكل الاحتمالات مفتوحة فى الحياة السياسية، خصوصاً لدى حركات التحرر الوطنى، بحيث ترتفع أسهم بعض القيادات، وأظن أننا قد وقعنا فى أخطاء مماثلة عند تعاملنا مع بعض دول الجوار مثلما حدث مع «السودان» الشقيق، خصوصاً بعد ثورة الإنقاذ الوطنى، حتى أصبحنا ندرك دائماً أن الأشخاص زائلون والسياسات متغيرة، وأنا أقول هنا إن الحدس السياسى والرهان الأحادى على شخصيات بعينها أو أحزاب محددة هو خطأ فادح، ولا يقتصر الخطأ على تاريخ الدبلوماسية المصرية وحدها، بل هو أمر معروف فى كثير من الدبلوماسيات الكبرى فى عالمنا المعاصر، حيث تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن كما يقولون، بحيث يتزعم الموقف كله سيد جديد لم نكن نعلم عنه شيئاً، لذلك فإن ترشيد السياسة والسعى دائماً نحو استطلاع الأمور على أرض الواقع وفتح خطوط تواصل مع كافة القوى والتيارات هو أيضاً واحد من ضروريات العصر، لذلك فإن من العبث أن نتصور أننا نستطيع التركيز على شخص أو جماعة أو حزب دون غيره، ولابد أن نعترف هنا بأن لدينا واحدة من أنشط الدبلوماسيات الكبرى فى العالم المعاصر، بشهادة أطراف كثيرة من كل اتجاه، وقد نجحت «الخارجية» المصرية فى التعاون الفعال مع جهاز المخابرات العامة فى الوصول إلى مناطق كثيرة لتحقيق المصالح المصرية وفقاً للمبادئ التى تعتنقها «مصر» ويحرص عليها رئيسها بشدة، وهى عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فالدبلوماسية المصرية معروفة بجانبها الأخلاقى المتميز، الذى لا ينزلق إلى ما يسمى «العمليات القذرة»، بل هى دبلوماسية عريقة تعمل فى وضح النهار وتسعى دائماً إلى صالح كل الأطراف، فتلك هى «مصر» وتلك هى شخصيتها التاريخية وقامتها العالية.

المصدر : جريدة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الحَوَل السياسى ظاهرة الحَوَل السياسى



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab