اعترافات ومراجعات 31 المواقف المختلفة ومراجيح الهواء

اعترافات ومراجعات (31).. المواقف المختلفة ومراجيح الهواء

اعترافات ومراجعات (31).. المواقف المختلفة ومراجيح الهواء

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 31 المواقف المختلفة ومراجيح الهواء

بقلم - مصطفى الفقي

كان الرئيس الراحل مبارك يصفنى فى غيابى- وأمامى أيضًا- بأننى فى علاقتى بنظامه السياسى كراكب (مراجيح الهواء) يوم هنا ويوم هناك، وأظن أن ذلك توصيف دقيق لما كنت أمر به من مشاعر وما أعانيه من أزمات، ذلك لأننى أستطيع أن أتمشى مع رأى أختلف معه وصولاً إلى حدود معينة، ولكن ليس لدى القدرة على الحماس لاتجاه فكرى أو موقف سياسى يمضى بعيدًا عن قناعاتى الشخصية.


Tweet
مشاركة


من النسخة الورقيه العدد: 7107 جميع الاعداد
مصطفى الفقياعترافات ومراجعات (31).. المواقف المختلفة ومراجيح الهواء
مصطفى الفقي
منذ 11 ساعة
Tweet

كان الرئيس الراحل مبارك يصفنى فى غيابى- وأمامى أيضًا- بأننى فى علاقتى بنظامه السياسى كراكب (مراجيح الهواء) يوم هنا ويوم هناك، وأظن أن ذلك توصيف دقيق لما كنت أمر به من مشاعر وما أعانيه من أزمات، ذلك لأننى أستطيع أن أتمشى مع رأى أختلف معه وصولاً إلى حدود معينة، ولكن ليس لدى القدرة على الحماس لاتجاه فكرى أو موقف سياسى يمضى بعيدًا عن قناعاتى الشخصية.

مقالات متعلقة

اعترافات ومراجعات (30).. التأرجح بين الانتماء الوطنى والشعور القومى

اعترافات ومراجعات (28).. الرؤساء وأنا

اعترافات ومراجعات (27).. الدبلوماسية بين تعاطى الأدب وإدمان السياسة

وقد أخفى ذلك ولكنه قد يظهر وراء سطور كلمات أقولها أو عبارات أكتبها، فأنا مع النظام القائم والشرعية الحاكمة ما دام الأمر يتسق مع الحد الأدنى مما أعتقده صوابًا، وأراه فى أعماقى التزامًا محتفظًا فيه بهامش كبير من التعامل الطيع مع الشرعية الحاكمة؛ وصولًا إلى وضع مرحلى يسمح بالتعايش مع الحد الأدنى من الاتفاق بين ما ألتزم به وما أشعر نحوه حقيقة. ولقد أدرك نظام الرئيس الراحل مبارك ذلك النوع من المعاناة التى أشعر بها، والصدام الذاتى الذى أعانيه.

فما أكثر الملاحظات التى تلقيتها من مكتب الرئيس انتقادًا لعبارات معينة أو رفضًا لأفكار بذاتها، فعندما ألمحت للتوريث فى مقال جعلت عنوانه (قيادة الأوطان غير إدارة الشركات)، وعندما قلت أيضا إن (الدور الإقليمى لمصر) يتراجع نتيجة ضعف سياستنا حينذاك فى المحيط العربى والشرق أوسطى، وجاء ذلك عنوانًا لصحيفة (البديل)، يومها اتصل بى صديقى السفير نبيل فهمى الذى أصبح وزيرًا للخارجية فى نظام ما بعد مبارك قائلا لى: إن هذا العنوان سوف يكلفك انتقادًا حادًا من سلطة الحكم، وعليك أن تتهيأ لذلك.

وعندما كتبت عن هيكل مقالًا إيجابيًا للغاية إعجابًا به وتقديرًا لموهبته، وهو أمر كررته أيضًا عن الفريق سعد الدين الشاذلى الذى عملت معه عندما كان سفيرًا لمصر فى لندن، وبعد أن نشرت مقالاتى فى الأهرام حول هاتين الشخصيتين صدر قرار فوقى بمنعى من الكتابة لمدة وصلت إلى عام كامل. وعندما رفضت زيارة إسرائيل عام ٢٠٠٤ تكرر الأمر مرة أخرى، وتوقف مقالى بعد رفضى عام 2004 زيارتها لتمثيل مصر فى العيد الفضى لمعاهدة السلام بيننا وبين الدولة العبرية.

وفى الحالة الأولى توسط رئيس التحرير الراحل الأستاذ إبراهيم نافع لعودتى للكتابة، وفى المرة الثانية تدخل رئيس التحرير أيضًا وكان هو الأستاذ أسامة سرايا لإعادة نشر مقالاتى فى الأهرام. وعندما قلت العبارة الشهيرة إن (الشعب المصرى سنىّ المذهب شيعىّ الهوى)، لم يصادف ذلك هوًى لدى النظام فى تسعينيات القرن الماضى، فجاءتنى أيضًا رسالة تكدير.

وعندما عبرت عن شعورى بالانسحاق المصرى الرسمى أمام الولايات المتحدة الأمريكية وابنتها المدللة دولة إسرائيل، فعبرت عن ذلك توصيفًا بقولى فى حديث صحفى أجراه معى الدكتور محمود مسلم، حيث قلت نصًا: إن هناك من يتوهم أن الرئيس المصرى القادم لا بد أن يحظى بمباركة أمريكية ورضاء إسرائيلى، ويومها فتحت علىَّ أبواب الجحيم، وقاد حملة الانتقاد الأستاذ هيكل تحت عنوان (وشهد شاهد من أهلها).

محاولًا انتقاد الفكرة التى كان يرى أنها توصيف خبيث للوضع حينذاك فى مستهل القرن الحادى والعشرين، وقلت للأستاذ هيكل يومها: لقد استخدمتنى كقنبلة يدوية تلقيها على النظام الذى تراه قد شاخ وترهل على مقاعده. وعندما كتبت عن (الجيل المسروق كالطابق المسحور) الذى لا يقف عنده المصعد، اتصل بى وزير النقل يومها الدكتور عصام شرف قائلًا: نعم.. إن هناك أحيانًا أجيالًا ضائعة ولكنها تمثل فى النهاية الرافعة التى يتحرك بها المصعد إلى أعلى، ولم يكن النظام راضيًا عن ذلك التوصيف الذى

وقد ألقيت ذات مساء محاضرة طويلة فى معهد التخطيط القومى بحضور شخصيات كبيرة أتذكر منها المفكر الاقتصادى اليسارى المصرى د.إسماعيل صبرى عبدالله، وقلت يومها: إن الولايات المتحدة الأمريكية تحب مصر ولكنها تحترم سوريا، مشيرًا إلى التفاوت بين شخصيتى مبارك والأسد أمام واشنطن وسياستها فى المنطقة، ويومها غضب الرئيس مبارك غضبًا شديدًا وطلب أن أقطع إجازتى وأعود إلى عملى فى فيينا بعيدًا عن جاذبية المحاضرات وهواية العبث بالمواقف كما كان يسميها.

إننى أكتب هذه الكلمات الآن فى إطار نوبة المراجعات التى أمضى فيها قبل إغلاق الملف كاملاً بحكم مضىّ السنين ورحلة العمر، ولقد لفت نظرى ما كتبه الصديق د.أسامة الغزالى حرب فى عموده عن اعتذاره لما وقع من بعض أبناء الجيل من حسن الظن بإسرائيل فى بعض المراحل، ومحاولة رأب الصدع من أجل الفلسطينيين خصوصًا والعرب عمومًا، فجاءت مذبحة غزة لكى تقطع الشك باليقين وتؤكد أنه لا جدوى للتعايش المشترك مع إسرائيل فى ظل سياساتها العنصرية العدوانية الخارجة على الشرعية الدولية.

إننى أكتب هذه السطور لكى أعترف بأن تغيير المواقف ليس خروجًا عن النص؛ لكنه قد يكون تعبيرًا عن الأمانة الفكرية، والاستقامة السياسية التى تقول أحسنت للفكرة الصائبة، ثم تتحفظ فى ذات الوقت على الرؤية غير الرشيدة.. إنها رحلة الزمان والمكان فى كل عصر وأوان!.

 رأيأخبار

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 31 المواقف المختلفة ومراجيح الهواء اعترافات ومراجعات 31 المواقف المختلفة ومراجيح الهواء



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab