هل القضية الفلسطينية مشكلة مصرية

هل القضية الفلسطينية مشكلة مصرية؟

هل القضية الفلسطينية مشكلة مصرية؟

 العرب اليوم -

هل القضية الفلسطينية مشكلة مصرية

بقلم - مصطفي الفقي

هو سؤال مشروع رغم أنه يبدو غريبًا بعد عقود طويلة من الانخراط المصرى فى ذلك الصراع الذى تجسد فى حروب أعوام 19٤٨ و19٥٦ و1973 وقبلها حرب الاستنزاف المجيدة والتى انتهت كلها وفى مجملها بالنصر الكبير بملحمة العبور فى حرب السادس من أكتوبر الظافرة، وكأنما تفاءل مقاتلو حماس بذلك التاريخ فكانت حركتهم التى تقاوم الوجود الإسرائيلى فأصبح شهر أكتوبر بذكرياته المتعددة فى اللاوعى الإسرائيلى هو شهر المفاجآت المؤلمة فى تاريخ الدولة العبرية والذى ترك بصمات سلبية على العسكرية الإسرائيلية وجيش الدفاع الذى توهموا كثيرًا أنه لا يقهر رغم أننا لا نفترض تكافؤًا فى القوى بين دولة إسرائيل وعناصر المقاومة الفلسطينية، فالأولى يتدفق عليها السلاح بكل تقنياته من كل حدب وصوب، بينما الفلسطينيون يعتمدون أحيانًا على أسلحة وذخائر محلية الصنع ولكنهم يعوضون الفارق بين الجانبين من خلال الإرادة والتصميم لأن من يدافع عن قضية ليس كمن يحارب لقهر أصحاب أرض جرى أغتصابها وتم احتلالها وإنكار وجود أصحابها، وأتذكر أنه قد جرى استطلاع إحصائى على عينة متنوعة من المجتمع المصرى منذ عدة سنوات وكان السؤال هو: ما هى المشكلة الأولى التى تؤرق الأسرة المصرية؟ فكان متوقعًا أن تكون الإجابة هى عدم التوازن بين دخول الأفراد وتكاليف المعيشة، أو أن تكون مشكلات التعليم والدروس الخصوصية أو غيرها من المشكلات التى تؤثر مباشرة على الأسر المصرية، فكانت النتائج مفاجئة بأن ما يقرب من ٧٠% من أعضاء العينة ذكروا أن المشكلة الأولى أمام المصريين هى القضية الفلسطينية، وكانت هذه النتيجة كاشفة للواقع وليست منشئة له، فالحروب العربية الإسرائيلية كان وقودها فى الغالب هو الجندى المصرى، وكانت جيوشنا من أبناء الريف والحضر هى القوة الضاربة فى أعماق الصراع العسكرى مع إسرائيل فضلًا عن الدفعة المعنوية التى اكتسبتها حماس بل وكل فصائل المقاومة بعد مواجهة الجبروت الإسرائيلى والقهر المستمر قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ والتى زادت إلى حد يفوق الخيال بعد ذلك، إذ أنه مهما تكن النتائج فإن المقاومة الفلسطينية قد تركت بصمة على جيش إسرائيل لتبقى علامة دائمة فى تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ولنا هنا بعض الملاحظات:

أولًا: إن الحرب الإسرائيلية على غزة قد أثبتت صلابة الشعب الفلسطينى وقدرته على التضحية بغير حدود من أجل تحرير ترابه وإنهاء احتلال أرضه، كما أنها أثبتت أن الأوضاع فى الأرض المحتلة لن تعود لما كانت عليه بل سوف يظل السابع من أكتوبر علامة فارقة فى تاريخ الصراع يؤرق دائمًا الكيان الإسرائيلى حتى إن معدلات الخروج من إسرائيل قد ارتفعت منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.

ثانيًا: أظن ـ ويشاركنى ذلك الظن الأغلب الأعم من خبراء السياسة الداخلية الإسرائيلية - أن المستقبل السياسى لرئيس وزراء إسرائيل قد أخذ طريقه نحو منحنى النهاية بعد أن جثم على صدر السياسات الإسرائيلية لما يقرب من ثلاثة عقود كان فيها متحالفًا مع المتطرفين والمستوطنين وأحزاب اليمين الدينى بل كان ولا يزال مستعدًا للتحالف مع الشيطان من أجل أن يبقى فى السلطة مهما يكن الثمن.

ثالثًا: لقد آن الأوان - وربما تكون هذه هى الفرصة الأخيرة - لتوحيد الشعب الفلسطينى على كلمة سواء تجمع بين المقاومة الواعية والحملات السياسية والدبلوماسية على المستويين الإقليمى والدولى بحيث يمضى الطريقان الكفاح المسلح والنشاط التفاوضى متوازيين، لأن الشعب الفلسطينى الباسل أشد ما يكون حاجة لوحدة الصف والكلمة ووضوح الرؤية والالتقاء بكل أطرافه السياسية على كلمة سواء، ولا بد من استخدام الزخم الناجم من التأييد الشعبى الدولى للقضية الفلسطينية والاهتمام الدولى الرسمى بالصراع القائم سواء من معهم أو من عليهم، لا بد من استخدام هذا الزخم حاليًا بالدفع بالأجندة الفلسطينية لكل حكومات العالم ومؤسساته، ويكفى أن نتأمل هنا موقف الأمم المتحدة وأمينها العام ومؤسساتها السياسية والإنسانية تجاة الجبروت الإسرائيلى الذى لم يتوقف حتى الآن.

رابعًا: إن الكفاح المسلح للشعوب بل والنشاط السياسى والدبلوماسى أيضًا تحتاج كلها إلى ضخ دماء جديدة والدفع بمناضلين أشداء على الصعيدين العسكرى والتفاوضى، ويجب ألا نتوهم أن أحدهم بديل للآخر، فهما إجراءان متكاملان فى كل الظروف، كما أن الخطاب المتوازن الواعى من الجانب الفلسطينى سوف يكون له تأثيره فى المحافل الدولية والهيئات الدبلوماسية بما ينعكس على الإعلام الخارجى الذى سوف يبدأ فى الاعتدال تجاه قضية الشعب الفلسطينى ويكف عن الانحياز الأعمى لسياسات إسرائيل وأكاذيبها المتكررة.

خامسًا: إن هذه لحظة نادرة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، فهى أول مرة تبلغ فيها المقاومة الفلسطينية درجة عالية من الندية أمام جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى توهم دائمًا أنه لا يقهر فجاءت الأحداث الأخيرة لكى يشعر الطرفان ـ الفلسطينى والإسرائيلى أن كلا منهما قد حقق نجاحًا على الأرض يسمح بالتوازن على مائدة المفاوضات بضمانات دولية وإشرافٍ أممى.

هذه خواطر مصرى يشترك فى القلق مع عشرات الملايين من شعبه المؤمن دائمًا بأنه لا يضيع حق وراءه من يطالب به!

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل القضية الفلسطينية مشكلة مصرية هل القضية الفلسطينية مشكلة مصرية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab