اعترافات ومراجعات 32 قناع السلطة

اعترافات ومراجعات (32).. قناع السلطة

اعترافات ومراجعات (32).. قناع السلطة

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 32 قناع السلطة

بقلم - مصطفي الفقي

تمر بخاطرى من حين إلى آخر انطباعات حول بعض الشخصيات وهى فى السلطة، ثم أوضاعها بعد زوال تلك السلطة، وقد اخترت بهذا المقال الموجز نماذج ثلاث لشخصيات كبرى فى واحدة من أهم فترات العصر الجمهورى، وأعنى بها سنوات حكم الرئيس الراحل عبدالناصر فأعترف اليوم بملاحظاتٍ أدركتها من خلال شخصيات ثلاث عاصرتها وتحدثت معها وأرتبط بتقدير خاص لكل منها رغم اختلاف المشارب والمآرب إلا أنها تبقى فى ذاكرتى رصيدًا متجددًا للمقارنة السياسية بين الأشخاص فى مواقع مؤثرة وبينهم بعد رحيل السلطة وتراجع الأضواء والإحساس بخواطر من يعيشون على هامش الحياة.

وأعطى لذلك نماذج ثلاثة من ذلك العصر الحالم، ففى أحد الأيام من نهاية تسعينيات القرن الماضى دخلت محلًا تجاريًا فى منطقة صلاح الدين بمصر الجديدة، فإذا بى وجهًا لوجه أمام السيد (عبدالحميد السراج) ابن الإقليم الشمالى للجمهورية العربية المتحدة، كما كانت تسمى أيام الوحدة وكان من المناصرين والمؤيدين للراحل عبدالناصر، كما كان رجله القوى فى سوريا بحكم رئاسته لمكتب الاستخبارات والذى كان يطلق عليه أحيانًا تعبير المكتب الثانى، وقد أرهقت الإجراءات التى اتخذها (السراج) فى سوريا خلال سنوات الوحدة بعض العناصر من بقايا الحكم السابق الذين لم ترق لهم الأساليب المعمول بها فى الإقليم المصرى.

فبادرنى السيد (عبدالحميد السراج) بالتحية وبدأنا حديثًا جانبيًا استغرق عدة دقائق، سألته خلالها لماذا لم يكتب مذكراته؟ فأجابنى بأنه إذا فعل ذلك فقد يسىء إلى بعض من أحبهم، وكان شديد الولاء لهم، ثم تطرق إلى ما جرى يوم الانفصال وتهريبه هو وحارسه (منصور الرواشدة) إلى مصر بواسطة السلطات المصرية، أما الشخصية الثانية فهى (شمس بدران) الذى كان وزيرا للحربية بترشيح مشترك من عبدالناصر وعامر، وكانت سطوته كبيرة لما كان يحظى به من ثقة عبدالناصر وعامر فى ذات الوقت، حتى إنه هددهما مازحًا ذات مرة، قائلًا إنه يستطيع أن يقوم بانقلاب على الرئيس عبدالناصر والمشير عامر معًا.

وكان متزوجًا من سيدة فاضلة تعمل فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد ذكر لى أن الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب كان يزوره فى بيته ويداعب آلة العود معه ويدندن بموسيقاه الساحرة ليخفف عنه وطأة العمل وهموم الحياة، وقد التقيته فى لندن فى سبعينيات القرن الماضى عندما أطلق سراحه الرئيس الراحل السادات ورأيته على حقيقته شخصية متواضعة ومثقفة يتحدث عن ماضيه فى السلطة بحيادٍ كامل، وأذكر أنه اتصل بى يوم مصرع زميله فى مكتب المشير عامر وأعنى به العقيد على شفيق، وقد سألنى شمس بدران يومها: هل حادث القتل جنائى أم سياسى؟، وعندما قلت له إنه فى الغالب جنائى استراح كثيرًا.

فقد كان يخشى تصرفات انتقامية من بعض من قام باعتقالهم فى السجن الحربى، وانقطعت صلتى به عبر السنين، لكننى كنت أقارن دائمًا بين موقعه فى السلطة وبين حياته العادية بعد زوالها، ولم أكن أعلم أنه رحل عن عالمنا حتى صحح لى معلومة رحيله، منذ عامين، واحد من كبار ضباط القوات المسلحة عندما كان رئيسًا لهيئة العمليات.

أما الشخصية الثالثة فهى السيد (سامى شرف)، سكرتير الرئيس عبدالناصر الشخصى للمعلومات لسنوات طويلة، والذى ظل على وفاء للزعيم حتى آخر سنوات حياته وكان يتصل بى بشكل منتظم يناقش رأيًا أو يلفت النظر لأمر معين أو يصحح معلومة عايشها هو مباشرة، وكان ودودًا، حسن المعشر كريم الخلق، إلى أن رحل عن عالمنا منذ فترة وجيزة وكان الرئيس السادات قد اعتقله ضمن المجموعة التى سميت مراكز القوى، وتخلص منها بحركة مفاجئة فيما سمى ثورة التصحيح عام ١٩٧١.

إننى أذكر هذه النماذج الثلاثة كمثال للذين يقبضون أحيانًا على أعنة السلطة، وتكون لهم الكلمة العليا فإذا برحوها غاب ذكرهم واختفت الأضواء حولهم وأصبحوا بشرًا عاديين بعد أن زالت الأقنعة واختفت المظاهر، وأدرك الجميع أن تلك الأيام نداولها بين الناس!.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 32 قناع السلطة اعترافات ومراجعات 32 قناع السلطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab