جوائز الدولة

جوائز الدولة

جوائز الدولة

 العرب اليوم -

جوائز الدولة

بقلم : مصطفي الفقي

أتابع منذ سنوات طويلة مسيرة جوائز الدولة من بدايتها وتحديدًا عندما حصل عليها «طه حسين» و«العقاد» في عامين متتاليين حيث قام «عبدالناصر» بتسليم «عميد الأدب العربى» جائزة الدولة «التقديرية» فكان شديد السعادة والامتنان بينما كان الأمر بالنسبة «للعقاد» مختلفًا حيث ألقى المفكر العربى الكبير كلمة ليس فيها نغمة مجاملة للرئيس وبدا شامخًا أمام «عبدالناصر» حتى لا يكاد المرء يعرف من الذي يمنح الجائزة للآخر، وقد ظلت جائزتا الدولة «التقديرية» و«التشجيعية» في مسيرتهما الطبيعية إلى أن وقعت الواقعة وحدثت «نكسة 1967» فانقطع منح الجائزتين لعام واحد وذلك يفسر تأخرهما عن جائزتى «التفوق» و«النيل»، ولأننى عضو في «المجلس الأعلى للثقافة» ولجانه المتخصصة منذ ما يزيد عن ربع قرن كما حصلت على جائزة الدولة «التشجيعية» في مطلع تسعينيات القرن الماضى وحصلت على جائزة الدولة «التقديرية» بعدها بعشر سنوات ثم جائزة «النيل» بعدها بعشر أخرى تقريبًا، فإننى أطرح التساؤلين التاليين:

أولًا: إن جائزة الدولة ليست جائزة أكاديمية بحتة مثلما هو الأمر بالنسبة لجوائز «أكاديمية البحث العلمى» إذ إن جوائز «المجلس الأعلى للثقافة» هي جوائز دولة بمعنى اتجاهها إلى أصحاب الإسهامات الكبيرة في خدمة الوطن عبر تخصصات مختلفة تدور أساسًا حول الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية و«المجلس الأعلى للثقافة» هو وريث لما كان يسمى «المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب»، ولقد كان من حظى أيضًا أن حصلت من ذلك المجلس السابق في ستينيات القرن الماضى على جائزتين للشباب حول مقالين أحدهما سياسى وكان بعنوان «الهاشميون والواقع العربى» والثانى مقال إنسانى اجتماعى بعنوان «ذبائح الليل» حول مأساة السقوط الأخلاقى بين بعض الشباب وهكذا أتيح لى أن أحصد كل جوائز المجلسين في ستينيات القرن الماضى ثم تسعينياته وما بعدها، لذلك فإنه لا شبهة لهدف شخصى أو غاية ذاتية فيما أكتب ولكننى أقرر هنا أن هناك طابورًا طويلًا من شخصيات تستحق جوائز «المجلس الأعلى للثقافة» ولكنها لم تصل إليها، وأنا أشعر بسعادة غامرة أن حصل على جائزة «النيل» في العلوم الاجتماعية هذا العام الفيلسوف المصرى الكبير الدكتور «مراد وهبة» وهو يقترب من منتصف تسعينيات عمره المديد.

ثانيًا: لم تنل جوائز «المجلس الأعلى للثقافة» في «مصر» على المستويين الإقليمى والدولى مكانة تستحقها بل إن هناك جوائز عربية متعددة تفوق شهرتها شهرة الجوائز المصرية لذلك جاء القانون الجديد لجوائز الدولة مخصصًا جائزتين على الأقل في فروع الآداب والفنون للمبدعين العرب وقد جرى تطبيق ذلك بداية من هذا العام وأستطيع أن أزعم أن التصويت أصبح أكثر رشدًا من ذى قبل وتوارت منه معايير العلاقات الشخصية لتسود القيم الموضوعية وذلك بشكل نسبى حتى الآن ومازالت الإجراءات حائلًا في بعض الأحيان دون وصول الجائزة لبعض مستحقيها، ولعلنا نتذكر أسماء مثل «جابر عصفور» و«محمد سلماوى» و«حسن حنفى» و«على الدين هلال» و«فاروق جويدة» و«جلال الشرقاوى» و«زاهى حواس» و«فاروق حسنى» و«محمد نور فرحات» و«سناء البيسى» و«مفيد شهاب» و«فوزى فهمى» وعشرات من الأسماء الأخرى التي رحل بعضها عن عالمنا دون تكريم.

إن جوائز الدولة قد دخلت مرحلة جديدة في ظل وزيرة فنانة عركت الحياة الثقافية في كل مراحلها.. دعنا ننتظر الأفضل للمجلس وجهوده الثقافية وجوائزه السنوية، وتبدو أهمية ما نكتب حوله اليوم من أننا نستقبل عامًا يمكن أن نطلق عليه عام الثقافة فالسنوات الأربع القادمة سوف تُعنى ببناء الإنسان بعد أن كانت السنوات الأربع الماضية مكرسة لاستكمال البنيان، ولا شك أن الإنسان هو صانع الحضارات وحامل الثقافات وخليفة الله في الأرض.

المصدر : جريدة المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

GMT 01:05 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

حكاية الحكومات في فلسطين... والرئيس

GMT 02:47 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

لماذا مدح بوتين بايدن؟

GMT 01:26 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

سياسة في يوم عيد الحب

GMT 01:23 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

كوارث التواصل الاجتماعي!

GMT 02:27 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

تستكثرُ علي بيتك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوائز الدولة جوائز الدولة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab