نظرة إلى المستقبل
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

نظرة إلى المستقبل

نظرة إلى المستقبل

 العرب اليوم -

نظرة إلى المستقبل

مصطفى الفقي

لقد استغرقنا فى الماضى طويلًا، وعشنا عقودًا نلوك الأحداث التى جرت والأسماء التى عبرت فى شريط الذاكرة المصرية، وقد حان الوقت لكى ننظر أكثر إلى الأمام، لأن ما هو قادم يبدو أكثر أهمية من ماضينا، بل من حاضرنا أيضًا، إذ إن كل يوم جديد يحمل معه تطورات لم تكن فى الحسبان ومواقف غير متوقعة، فإيقاع الحياة سريع على المستويين الفردى والجماعى بصورة تدفعنا إلى ضرورة ملاحقة التطورات السريعة و«دراما» الأحداث الدامية فى المنطقة، إننا فى مفترق الطرق، ويكاد الأمر يتلخص فى أن نكون أو لا نكون، إن ما جرى فى السنوات الأربع الأخيرة يزيد فى أهميته عما جرى فى الأربعين عامًا السابقة عليه، ولقد كانت التغييرات المتلاحقة مثار ترقب دائم ودهشة مستمرة، إذ إن التحولات التى عايشناها كانت كاشفة ومنشئة فى ذات الوقت- على حد تعبير القانونيين- فهى كاشفة للماضى، إذ دفعت بكم هائل من المعلومات لم تكن معروفة من قبل إلا لدى قطاع محدود من القيادات المسؤولة، كما أنها منشئة أيضًا، لأنها دفعتنا إلى التعرف على ملامح الغد فى ضوء تصرفات اليوم، ولعلى أوجز الأمر فى بعض الملاحظات التالية:

أولًا: إن ما جرى فى «مصر» فى العامين الأخيرين قد أدى إلى تغيير «دراما» الأحداث لا فى منطقة «الشرق الأوسط» وحدها، بل ربما فى العالم كله، ومن هنا تبدو أهمية الدور المصرى وتأثيراته المتزايدة فى عالم اليوم، ولذلك فإن ما جرى فى الثالث من يوليو عام 2013- استجابة للإرادة الشعبية المصرية قبلها بثلاثة أيام فى الثلاثين من يونيو- جعل التركيز على «مصر» عالميًا يتزايد بشكل ملحوظ، بحيث تكاثر عليها مَن لا يريدون لها خيرًا ولا يتمنون لها استقرارًا، وأستطيع أن أزعم- وبكل أسف- أن «الولايات المتحدة الأمريكية» مازالت تقبل الأوضاع فى «مصر»، باعتبارها أمرًا واقعًا، لأنها لم تكن متحمسة لما جرى، بل فوجئت بدعم الشعب المصرى لقيادته الجديدة على نحو غير مسبوق، من هنا فإن استهداف «مصر» يبدو متزايدًا، ولا يقف عند حد معين، وأظن أن شخص رئيس الدولة الذى قاد عملية استعادة «مصر» لهويتها هو مصدر غضب وقلق فى بعض الدوائر الغربية وفى العاصمة التركية ونظام الحكم فى «قطر»، بل غيرهما من العواصم التى شعرت أن «مصر» تملك إرادتها وتتخذ قرارها بإرادة شعبها، ولذا فإن تأمين القائد وسلامة جيشه هما مطلبان شعبيان يتعين الحرص عليهما.

ثانيًا: لم يتوقف الأمر على ما يجرى فى «مصر الداخل»، إذ إن منطقة «الشرق الأوسط» ملتهبة بشكل فاق كل التحليلات والتوقعات، فهى تواجه عدوًا من نوع جديد هو «الإرهاب» الذى يرفع راية «الإسلام» و«الإسلام» منه براء، إذ ليس «الإسلام» هو دين الذبح وفقًا للديانة، أو الحرق وفقًا للهوية، أو القتل فى بلادة ودون إحساس، لذلك فإن عدونا هذه المرة يأتى من داخلنا، بل هو كامن فينا، أليست هى فئة منا خرجت علينا وأساءت إلينا وشوهت صورة ديننا ورَوَّعت أمن شعوبنا ونشرت «الإرهاب» فى بقاع الدنيا كلها؟ إن الوضع المتدهور فى «الشرق الأوسط» يوحى بتغييرات جذرية وتحولات شاملة تؤدى إلى ضرب نموذج الدولة فى المنطقة وتحطيم الكيانات القائمة وتقسيم الدول العربية بشكل متعمد مثلما حدث فى «العراق» و«سوريا» و«ليبيا»، وربما «اليمن»، فالعرب أمام مأزق تاريخى يكاد يعصف بالخريطة السياسية المعروفة للمنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وذلك يعنى أن الاستهداف هذه المرة لا يقف عند حدود تغيير السياسات أو العبث بالتوجهات، ولكنه يتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر، إنه يستهدف تقويض أعمدة النظام العربى برمته لصالح دول شرق أوسطية أخرى، كما لا تبدو «واشنطن» بالطبع بعيدة عما يجرى، فـ«الشرق الأوسط» الجديد يولد من رحم ما أطلقت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «كونداليزا رايس» «الفوضى الخلاقة»، فالتبشير بالأفكار المبكرة يجد تطبيقه بعد ذلك بسنوات قليلة، فنظرية «صراع الحضارات» تحولت تلقائيًا إلى حرب على «الإسلام» تحت مظلة الحرب على «الإرهاب»، فى محاولة خبيثة لخلط الأوراق وتشويه الصور وتحقيق أهداف سياسية من وراء تلك الشعارات النظرية، وقد تمخضت نظرية «الفوضى الخلاقة» هى الأخرى بعد ذلك بسنوات قليلة عن «ثورات الربيع العربى» وتوابعها، التى جرى فيها استغلال معاناة الجماهير العربية من نظم انتهى عمرها الافتراضى وشاعت فيها الصراعات بين الطبقات والطوائف والأجيال، لكى تستثمر ذلك كله فى ضرب البنية السياسية لتلك الدول بدلًا من السعى نحو الإصلاح الحقيقى الذى يحقق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسى.

ثالثًا: لن يرى المستقبل بعين واعية إلا الذين يعيشون فيه، وعندما قال الإمام «على»، كرم الله وجهه، ما معناه «ربوا أولادكم بطريقة مختلفة، فلقد خلقوا لغير زمانكم» فقد أصاب كبد الحقيقة، وأنا أظن أن فى «مصر» أزمة شباب كانت مكتومة، ثم ظهرت على السطح، فالأغلب الأعم من الشباب المصرى شعر فى السنوات الأخيرة بحالة من الإحباط وخيبة الأمل الزائدة، إذ إن آماله الواسعة لم تتحقق وخياله الخصب وقف عند حدود الواقع بما فيه من قلق وتوتر أحيانًا وارتباك وفوضى أحيانًا أخرى، مع الشعور بأن الطريق مازال طويلًا وحافلًا بالمصاعب والتحديات والأزمات، وأن الخلاص ليس بالسهولة التى صنعها الأمل عند قيام ثورة 25 يناير 2011، لذلك فإن أى تفكير فى المستقبل يجب أن يرتكز على رؤية الشباب، فهم الذين يصنعون المستقبل الذى يعيشون فيه، ولقد انتهى عصر «الوصاية» على الأجيال الجديدة وفرض «الأبوية» المطلقة بغير حدود، لقد جاء الوقت الذى يجب أن تتراجع فيه الأجيال القديمة وتتقدم الأجيال الجديدة الصفوف، مستلهمة الخبرة والمشورة من الآباء والأجداد، ولكن المناصب التنفيذية كلها يجب أن تكون من نصيب الشباب فى المواقع المختلفة.

رابعًا: إن دخول «مصر» عصر الحداثة فى التفكير والارتباط بروح العصر والصحوة العقلية وضرب الجهل والخرافة هى مقدمات طبيعية لظهور الدولة الحديثة التى تقوم على الاهتمام بالتعليم ودفع البحث العلمى وتشكيل رؤية عصرية لمستقبل الوطن تقوم على «فقه الأولويات» والقدرة على ترتيب بنود أجندة العمل الوطنى وفقًا لظروف الحاضر ومتطلبات المستقبل، إننا أمام مفترق الطرق، فإما أن تتقدم «مصر»، مرفوعة الراية نحو المستقبل، مستخدمة أدوات العصر وتقنياته، مستلهمة روحه وأدبياته، أو أن نظل كعهدنا فى العقود الأخيرة محلًا للتراجع ومصدرًا للتدهور فى المجالات المختلفة، بسبب سوء النظام التعليمى ونقص الخدمات الصحية وسيطرة العشوائيات على عقل المجتمع وأساليب تفكيره، فضلًا عن إرجاء المواجهة الحاسمة مع المشكلات وترحيلها من عهد إلى آخر.

إن النظرة إلى المستقبل لا يجب أن تكون أبدًا متشائمة، كما أننى أحذر أيضًا من الإفراط فى التفاؤل، لأننا نريدها نظرة عاقلة عادلة واعية، وأنا ممن يظنون أن «مصر» عصية على الانهيار، وأنها لن تنكسر أبدًا، وسوف تخترق مشكلاتها وأزماتها لتحلق فى آفاق جديدة نحو المستقبل الذى يستحقه شعبها العريق.

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة إلى المستقبل نظرة إلى المستقبل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab