نيودلهي ـ علي صيام
تتحدى قرية بيبلانتري الهندية الصغيرة وجهات النظر التقليدية، حيث تحتفل بميلاد الفتيات أكثر من الصبية، وبدلًا من شراء دمى لهن كما هو العرف السائد في معظم دول العالم، فإن مستوطنة راجستان تزرع 111 شجرة في كل وقت حيث يأتي مولود جديد من الفتيات في القرية.
وشكّل سكان القرية جمعية للتبرع بالمال والمساعدة في زراعة أشجار الفاكهة التي تعمل على توفير الغذاء للأطفال وعائلاتهم، ولم يتوقف الأمر على زراعة ربع مليون شجرة ولكن العائلات عليهم التعهد بأن لا تتزوج فتياتهم حتى يتلقين تعليمهن ويبلغن سن الثامنة عشر.
يُذكر أنَّ هذا التقليد والعرف المدهش قد بدأ عام 2006 من قبل الحاكم السابق للقرية شيام ساندر بالاوال، بعد أن فقد أبنته كيران والنهاية المأساوية التي آلت إليها على إثر مرضها.
وصرَّح شيام بأنَّ موت ابنته دفعه للبدء في مبادرة جديدة لحماية الفتيات الأطفال اللاتي ولدن في القرية، فأراد أن يجمع بين هذه المبادرة التي تتحدى التحيز التاريخي ضد المرأة والذي يمثل عبئًا على العائلة وواجبها في دفع المهر عند إقبالها على الزواج وحماية البيئة.
وساعد المشروع الذي يعمل به سكان القرية في جمع 21 ألف روبية من القرية ككل، فضلًا عن 10 آلاف روبية من والدي الفتاة ما يعني أن الناتج الإجمالي لما تم جمعه هو 31 ألف روبية تم من خلاله عمل صندوق لصالح الفتيات يحد من الضغوط المالية الواقعة على العائلات.
وتساعد أشجار الفاكهة المزروعة على توفير الموارد، ولا تدعم فقط العائلة وإنما تعم بالخير على سكان القرية ككل، وبالتالي فإن السكان يعملون على رعاية هذه الأشجار البالغ عددها 111 شجرة والذي يعتبر رقم هائل.
وعلى مدار السنوات التسع السابقة فقد عملوا على حماية فروع وأوراق هذه الأشجار من هجوم النمل الأبيض عن طريق زراعة 2,5 مليون من نباتات الصبار حول الجذوع، ويتم حصاد هذه النباتات لإنتاج عصير الصبار ومستحضرات أخرى من أجل بيعها.
أرسل تعليقك