مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

يعتبر موطنًا لـ1.470 نازحٍ يخشون العودة إلى بلادهم

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا

الرسم على جدران سجن "صدام حسين"
دمشق ـ نور خوام

على الرغم من الحياة الكئيبة التي يحياها بعض النازحين السوريين من الحرب التي اتخذت منعطفًا أسوأ في بلادهم، إلا أنهم يسعون للحصول على متنفس من الإبداع من خلال فنون الرسم على الجدران التي تعبر عن المأساة التي يعيشونها.

وينطبق هذا الحال على السوريين المقيمين في مخيم للاجئين في مقر السجن العراقي السابق لصدام حسين، والملقب بـ"القلعة"، وبالرغم من أنه مكان كئيب يحيط بجنباته التطرف، إلا أن اللاجئات المراهقات يتخذن منه مشروع رسم استثنائي يحول جدرانه بالكامل ويغير حياة أبناء المخيم.

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا

فعلى سبيل المثال نجد اللاجئة الكردية نوروز، البالغة من العمر 14 عامًا، وهي ترسم صبي غارق في الدماء، ويتدلى من حبل المشنقة، وساقيه المربوطتين تتدلي بالقرب من ألسنة النار، وتعبر الفتاة من خلال هذا الرسم عن التمثيل المروع للحرب، حيث اضطرت عائلة الفتاة إلى الفرار من دمشق عام 2012، عندما اتخذت الحرب في سورية منعطفًا نحو الأسوأ.

وهربت الفتاة برفقة والديها في حافلة مكتظة بالركاب مع عائلات أخرى بحثا عن الأمان، حيث سافروا إلى الشمال الذي يسيطر عليه الأكراد، ولكنهم لم يشعروا بالأمان، وذكرت نوروز "كان هناك حقل نفط بالقرب من منزل عائلتي، وكنا قلقين أن تهاجمه عناصر داعش، ولذلك قررنا في آب/أغسطس 2013، السفر إلى العراق والاتجاه صوب أحد مخيمات اللاجئين الثمانية".

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا

ويسجل الشهر المقبل مرور عامين منذ بداية النزوح الجماعي لأكثر من 251.499 سوري في العراق، وبينما عاد بعضهم إلى منازلهم، لا يزال يخشى الكثيرون حزم حقائبهم والعودة إلى أرض الوطن، ويعيش هؤلاء اللاجئين في مخيم القلعة، وهو حصن يشبه المبنى وكان يستخدم كسجن في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ويعتبر الآن موطنًا لـ 1.470 سوري.

وعلى الرغم من أن "القلعة" تعبر عن الذكريات القاتمة لجرائم صدام ضد الأكراد، إلا أن جدرانه المهجورة تستخدم الآن بمثابة قماش أبيض للرسم، من قبل 12 فتاة مراهقة يتملكهن الشغف بالفن، ويمول المشروع الذي يحمل اسم  "قلعة الفن" منظمة إنسانية صغيرة تسمى مؤسسة صعود، التي تساعد الأطفال لأكثر من عام على الحصول على علب الرش وبكرات التلوين،من أجل التعبير عن العواطف والإبداع، بدلاً من قمعهم.

ويوضح مدير "صعود" توم روبنسون أن " قلعة الفن تأسست من أجل تعزيز الإحساس بالانتماء للمجتمع داخل الهيكل المهيب والغير ملهم الذي أصبح الآن موطن لمئات العائلات، ويوفر منفذا إبداعياً فريداً لهؤلاء الشباب والفنانين الطموحين".

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا

ويغرق زمرة من الأطفال في الطلاء في فناء "القلعة" الشاسع، الذين يستعينون بالدرج  صعودا وهبوطا في سباق متحرك لتغطية الجدار الكئيب ببصمات أياديهم الخضراء الزاهية، وعندما تنتهي جلسات الرسم الخاصة بهذه الزمرة، ينضم إليهم 20 طفلا آخر في سبيل تحويل زاوية أخرى من مبنى "القلعة" إلى لوحة جدارية نابضة بالحياة.

ويؤكد روبنسون أن "النتيجة الأكثر دائمة للمشروع هي التحول الذي يمر به الطلاب، بدءا من المهارات التي يكتسبوها حتى الصداقات التي يكونوها"، وفي الوقت الذي غير المشروع من واجهة المبنى نحو الأفضل، إلا أنه عمل أيضا على تضميد جراح الحرب بالنسبة لكثير من اللاجئين الشباب، كما يوفر لهم نوعا من العلاج، وكانت تعبر أول اسكتشاتهم الفنية في كثير من الأحيان عن التمثيل القاتم للحرب، بما في ذلك صور المدنيين الذين قتلوا.

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا مراهقات سوريات يتخذن من جدران سجن صدّام معرضًا



GMT 12:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab